الصحراء البيضاء … كتير سمع عنها و كتير ميعرفهاش و بعضنا اتشجع و قرر يتحرك و قرر يزور واحدة من أهم صحاري مصر و هي الصحراء البيضاء .
بيتم التحرك من الواحات البحريه أو الفرافرة و طبعا انسب طريقه هي سيارات الدفع الرباعي و طبعا مع جايد “دليل” متخصص من أهل الواحه (البويطي ) و الجدير بالذكر هنا ان اول لما بتدخل الصحرا البيضا بتشعر باللانهائية , كانك علي كوكب المريخ … لا حدود , يعني لو دخلت مش هتعرف تخرج تاني أو حتي ترجع لمكان ما بدأت و يفاجأك الجايد اللي معاك انه بكل سهوله و يسر بيتحرك بالسيارة و كانه حافظ التلال و الجبال و الصخور و أماكنها , و دي كانت أول مفاجأة جميلة قابلتنا و هي ” الانتماء للصحرا ” و حواديت الصحرا اللي بتسمعها طول الطريق .
بتفتح عنيك علي لون ابيض مندمج مع رمال ناصعه و سماء زرقاء و كان العالم تم اختزاله في لوحه طبيعية جميله لا نهائية , تحس فيها انك دخلت عالم تاني خالص .هدوء و فراغ , استمتاع بتجللي روعة الخالق بدون اي تدخلات بشرية .
ايه حكاية تكون الصحرا البيضا ؟
هي صحرا طباشيريه بيضا و من قديم الأزل كانت الصحرا عبارة قاع بحر ، وطبقات رسوبية من الصخور التي شكلتها الحيوانات البحرية عندما جف المحيط . في وقت لاحق اصبحت ملاذا لكثير من قطعان الحيوانات من الفيل والزرافة والغزال وغيرها من الحيوانات، الصحراء كان محتمل ان تكون سافانا مع المناطق الخضراء والبحيرات كاملة من الأسماك، وهي أرض خصبة مثالية لرجل ما قبل التاريخ و فعلا و انت ماشي ممكن تلاقي تفاحة متحجرة راس سمكة 🙂 . تم تشكيل المشهد الذي نراه اليوم من كسر أسفل هضبه ، وترك أصعب الأشكال الصخرية واقفا بينما تتآكل الأجزاء الاكثر ليونة عن طريق الرياح والرمال. في بعض أجزاء سطح الطباشير لا يزال لديه مظهر من موجات مياه .
نتج عن العاصفه و الانهيار الصخري بعض التكونات الصخرية الطبيعية و كانها منحوتات فنية مثل المشروم و الفرخة و الاسد و راس كليوباترا و العديد من الاشكال الاخري .
لو قررت تستني و تعمل تخييم في الصحرا يبقي انت استاذ 🙂 و مزاجك عالي جدا , هتستمتع بجمال الغروب و كان السما بتتدرج في الوان الدهب و درجات النحاس و انعكاس هذا اللون علي بياض الصحرا و حالة تامل و هدوء رائع الي ان تتلالا السماء بضوء النجوم وكانها شموع مع وجبة عشا لذيذة علي نار الحطب .
ممكن تشوف كده نقط منورة بتجري بسرعه , متقلقش دي بس التعالب بتحاول تسرق بواقي الاكل او اي حاجة تنفعها للايام الخوالي 🙂 و بتختفي تاني في غمضة عين .